مرتين حلمت فيهما بشخصين مقربين لي يشعران بالضيق و يعبران عن ذلك بطرق مختلفة في حلمي ، في المرة الأولى سألت من حلمت به إن كان فعلا يشعر بالضيق ، فأجابني بأنه بالأمس كان على وشك الانفجار ، في المرة الثانية لم أسأل الشخص الثاني افترضت صحة ما حلمت به وتصرف عقلي تلقائيا  دون أن أعي وفق ما رأيت في حلمي ، أتساءل هل حلمت بهذا لأن أروحنا متقاربة تقابلت في عالم آخر لا نعلم عنه شيئا أم لأن عقلي الباطن يعي ما يحدث حوله بشكل أعمق لكنه فقط لا يجد فرصة بين الضجيج اليومي فينتظر اللحظة المناسبة ليرتب أفكاره وما يعرف ليخبرني بما يرى .
الغريب أنه في المرة الثانية التي حلمت فيها بضيق احد المقربين سمعت نبرة صوته في الهاتف كحالته التي رأيته عليها في حلمي ، تساءلت مرة أخرى هل كان صوته هكذا في الحقيقة يترجمه كل من سمعه أم أن عقلي فقط يعكس صورة ما رأى ، ينقلني هذا التساؤل لتساؤلات أخرى حول حقيقة ما نراه وما نفهمه وما نشعر به ،هل نرى الحقائق أم انعكاس لرؤيتنا وفهمنا وعواطفنا ، تدهشني طريقة عمل عقولنا و أشعر أنها لغز أكبر من العلم ، يحاول العلم جاهدا فهم ما يحدث للنائم ولفاقد الوعي لكنه لا يستطيع الوصول، أشعر ان لحظة الوصول ستكون لحظة النهاية أو على أقل تقدير لحظة جنون ، الحقيقة الكاملة أكبر من أن نستوعبها ،إذ كيف يمكن أن تستوعب سيارة طريقة عملها؟! ستصاب حينها بالهستيريا أو الجنون .
أتعجب من نوعية الأحلام ، قرأت مرة معلومات عابرة على جوجل تجعل لأحلامنا دلالات علمية ونفسية وتصنف نوعية الأحلام ، فهمت أن أحلامنا متشابهة بحيث يمكن تصنيف كل مجموعة أحلام تحت بند معين ، من وقت لآخر أحلم بأني في مكان غريب لا أعرفه ، غالبا أجري ولا أعرف السبب و دائما ليلا ، لا أتذكر أني ذهبت إلى هذه الأماكن نهاراً ولا مرة واحدة ، تكون معي إحدى صديقاتي من بين أناس كُثر لا أعرفهم في الحقيقة لكني أعرفهم بشكل ما في الحلم ، اتذكر مرة واحدة فقط كنت وحدي أركض كالعادة في مكان خالٍ حتى أمي لم أرى من يطارني أو أعرفه -في الحقيقة ولا مرة رأيته أو عرفته-  لكن عقلي حل هذه المشكلة و جعلني أدخل بيتا قديما و جدت فيه "نينة" على السرير ، ارتميت في حضنها لألتقط أنفاسي و أطمئن من أني لن يمسسني سوء ما دمت هنا .

المشاركات الشائعة