لا بداية ولا نهاية

 



تصرخ هبة طوچي لا بداية ولا نهاية ، وتنهمر دموعي كما لم ابكِ من قبل ، أوشك على الصراخ ، و أتمنى لو أملك هذه الرفاهية ، لم أعد أستطيع ان أحمل في قلبي كل هذا الثقل ، يثقل قلبي حتى لأشعر أنه صار في قدمي ، يسلسلني ، لا أقوى على الاستمرار و غض الطرف ، أفكر ان ما أحمله ثقيل ، ثقيل حقًا ، و أتساءل لماذا أحمل في قلبي كل هذا الثقل ؟ لماذا اعتبر نفسي مسئولة عن محو الظلم في هذا العالم و غرس الفسيلة التي سيستظل بها كل مظلوم لا مأوى له . 

تفشل كل محاولاتي من التملص من إحساس المسئولية و أتمنى أن أشارك ولو بإزالة حبات الرمل من التربة التي ستغرس فيها الفسيلة .

"ليش 

صيف السنة انتهى بسرعة و احمرت أحراش الغار

والمرا اللي شعرا أحمر متلن شعلانة بالنار"

يقبض لي اللون الأحمر قلبي ، لون صارخ ، يفرض وجوده ، يشعرني بالخطر ، بالخوف و التهديد .

"لا بداية ولا نهاية والوقت مارق غريب" 

غريب يمر الوقت ، أراني منفصلة عنه ، كأني أشاهد الصورة من الخارج ، شئ هلامي متلاحم ، لا بداية له ولا نهاية ، يتخطاك و يتخطى وجودك تماماً ، كنتَ هنا او لم تكن ف  " الدنيا حلقة وعم بتدور " .

"سامع متلي صوت الجرس ما ادري بأيّا وديان

  عم ينده له حدا ضايع بدو يدله ع البيبان"

أشعر بأني ان الضائع الذي يتمنى سماع صوت الجرس ، أتخيل"ضائع هبة طوچي" في غابات متشابكة تمتلئ أشجارها باللون الأحمر لا يدري أين يذهب ولا من أين يمر طريق النجاة ، ثم يأتيه صوت الجرس من مكان بعيد ، صوت نجاته الوحيد فيتبعه ويصل ، أخشى ان أموت قبل أن أصل و أحسد " الضائع " على وصوله إن أحسن الاستماع لصوت الجرس .

" ما في قوة بها الدنيا بتأخر هبوب الريح ".


المشاركات الشائعة