آلف الأشياء و الأشخاص بسرعة ، ربما لأنني أخشى الوحدة ، أخشاها حد أن أحلامي التي استيقظ منها في مزاج سئ تدور كلها في شوارع مظلمة رطبة خالية لا أعرفها ، وحدة عارمة في كل شىء حولي هناك توقظني عكرة المزاج ، ربما يقرر عقلي التخفيف من وحدتي في الحلم فيظهر شخص ما  أكن له ألفة بشكل ما ، قد تكون جدتي او كاتب تبعث كتاباته في قلبي الدفء و الألفة .
لست أخشى ان أضل الطريق لكنني أخشى الضياع من نفسي ، يذكرني عقلي كل فترة بأشياء كانت لي و تشبهني لكنها توارت مع الأيام ، لا يجد عقلي الوقت ليختلي بي طوال اليوم فيجمع أشياءه الضائعة كلها في حلم أحلمه بعد يوم لم يكن طويلا بشكل كاف ليسقطني في نوم عمليق بلا أحلام .
أستيقظ من أحلامي تلك و كأنني خرجت من بئر عميق ، تبقى قطعة من قلبي معلّقة هناك ؛ قطعةُ نفسي التي خشي عقلي فقدانها  تلوح لي طوال اليوم منادية .
أحب الاحتفاظ بأشيائي الثمينة ولا أفرط فيها بسهولة ؛ أشيائي التي حوَت جزءا من روحي في وقت ما ، كنت أجمع قصاصات الورق التي كتب لي فيها أصدقائي كلماتهم الصغيرة ، لم يعد باستطاعتي رؤية اصدقاء الطفولة اليوم ولو صدفة ، لا أعرف حتى كيف هم الآن ولا ماذا يفعلون في حياتهم لكن لا تزال لدي أوراق كتبوها بخطوط أيديهم الصغيرة مهداة إلي قبل نهاية العام الدراسي .
حقيبتي الصغيرة التي كنت أحمل فيها تذكاراتي تحولت اليوم إلى علبة صغيرة أضعها في دولابي ولا أفتحها إلا نادرا لأني لا أحب ان أرحل بعيدا ، اكتشفت الآن انني أتعامل مع ذكرياتي و أحاسيسي تجاه الأشياء من نفس المنطلق ، احتفظ بكل شئ في علبة صغيرة في ركن ما ، لكن عقلي يفتحها حين يقرر هو ذلك ،انا مطمئنة برؤية علبة قصاصاتي في الدولاب من وقت لآخر ، لكنه غير مطمئن من اختباء علبة ذاتي القديمة عن عينيه ، ينبش كل مرة ليتأكد من انها لا تزال هناك ثم يعود فيخبئها لموعد آخر .


المشاركات الشائعة