لم أستطع تعريف شعوري تجاه المكان إلا يوم أمس ، سميت شعوري تجاه ما حولي ب" الخواء" أشعر بلا شئ ، أنظر لكل شئ حولي من بعيد ، لا أنغمس في المكان ولا يغمرني ، أمر عليه مرور الكرام ، بخطى سريعة ، غير متأملة ولا مستغرقة، لا أتذكر آخر مرة امتلأ فيها قلبي بهواء المكان و أحس أنه في المكان الصحيح حيث يمكنه الاختباء لمدة قصيرة او إلى الأبد .

تدهشني فكرة البدء من جديد ، و أتساءل هل هي حقا كما تبدو ؛ أعني حين يغير البطل هويته و يبدأ حياة جديدة في مكان جديد بتاريخ ربما يصنعه هو عن نفسه .
لا يخبرنا البطل عما تفعله به مشاعره تجاه الأشياء التي قابلها في حياته القديمة ، يحملها معه أينما حل ، يحملها  في صمت .
أتذكر بطلا ما من أبطال " الحرافيش" بقي هاربا من ماضيه، يحل في بلاد جديدة ويبدأ حيوات جديدة ، لكنه لم يتخلص يوما من إحساس الهارب ، هارب من لا شئ ، هارب من هواجسه الخاصة ، لكنه رغم كل شئ بقي يحمل كل شئ معه أينما حل ، تداهمه ذكرياته وحيدا حين يظلم المكان ويسكن ، لم يتسطع أبداً الهروب من نفسه .

المشاركات الشائعة